تجرأ و أركب الصعاب : عربات المريخ الجوالة تمهّد الطريق محور زيارة مهندسة تشغيل المركبات الفضائية بوكالة ناسا زينب ناغين كوكس إلى تونس

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

تزامن احتفالنا باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم لهذه السنة بزيارة مهندسة المركبات الفضائية ناڤين كوكس إلى تونس! لأكثر من عقدين، كان لناڤين دورًا أساسيًا في مهمات المسبار على المريخ وهي مصدر إلهام للجيل القادم، وخاصة النساء والفتيات، في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واستكشاف الفضاء!
وجاءت هذه الزيارة في إطار التعاون الدولي بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس، حيث قامت مهندسة تشغيل المركبات الفضائية بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ” بجولة علمية لعديد المؤسسات التعليمية بالبلاد التونسية من 11 إلى 19 فيفري 2023 وشملت هذه الجولة  بالخصوص مدينة العلوم بتونس و قصر العلوم بالمنستير حيث قدمت محاضرة بعنوان “تجرأ واركب الصعاب، عربات المريخ تمهد الطريق”بهدف تعريف الشباب والطلبة  خاصة بآخر التطورات في مجالات تكنولوجيات علوم الفضاء  ومشاركة المعلومات حول أهم البرامج بالوكالة  الأمريكية للفضاء “ناسا”.

برنامج استكشاف الفضاء نحو  “رفع أبصارنا”  أننا عالم واحد:

ما فتأت ناڤين كوكس تستكشف منذ أن قررت وهي في سن المراهقة أنها تبتغي العمل في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا. ولدت السيدة كوكس في بنغالور بالهند، وترعرعت في كانساس سيتي، بولاية كانساس، وفي كوالالمبور بماليزيا. استخلصت من تجارب نشأتها وهي طفلة في بيت مسلم مدى سهولة أن يفصل الناس أنفسهم على أساس الجنس أو العرق أو الجنسية، الأمر الذي ألهمها أن تعمل شيئا يجمع الناس بدلاً من تقسيمهم. يساعدنا برنامج استكشاف الفضاء إلى “رفع أبصارنا” وتذكر أننا عالم واحد. وهكذا، فقد أدركت منذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها أنها تروم العمل ضمن مهام استكشاف الفضاء باستخدام الروبوتات.
حققت كوكس حلم طفولتها وها هي الآن مهندسة تشغيل المركبات الفضائية في وكالة ناسا وفي مختبر الدفع النفاث منذ أكثر من 20 عامًا. وقد تولت خططا قيادية ومناصب في هندسة النظم في بعثات روبوتية بين الكواكب، بما في ذلك بعثة جاليليو إلى كوكب المشتري ومركبة استكشاف المريخ وصياد الكواكب الخارجية كبلر وإنسايتومركبة كوريوسيتي روفر.

 
تكريم كوكس بإطلاق اسمها على الكويكب 14061 من قبل مكتشفيه:

في عام 2015، تم تكريم كوكس بإطلاق اسمها على الكويكب 14061 من قبل مكتشفيه. وقد نالت أيضًا ميدالية الخدمة الاستثنائية من وكالة ناسا وميداليتي ناسا للإنجاز الاستثنائي. وقد دأبت  وزارة الخارجية الأمريكية على إرسال  السيدة كوكس لتحاضر في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وقد تحدثت حول العالم عن سِيَر العاملين في هذه البعثات. كانت عضوا في مجلس رئيس جامعة كورنيل لنساء كورنيل وهي عضو في اللجنة الاستشارية لقسم حقوق المرأة في منظمة هيومن رايتس ووتش.
قبل عملها في مختبر الدفع النفاث، عملت كوكس لمدة 6 سنوات في القوات الجوية الأمريكية وكانت خلالها مسؤولة عن عمليات الفضاء في قيادة الفضاء الأمريكية NORAD. حصلت على درجات علمية في الهندسة من جامعة كورنيل ومعهد القوات الجوية للتكنولوجيا بالإضافة إلى شهادة في علم النفس من جامعة كورنيل. (وهي أحيانًا ليست متأكدة أيهما تستخدم أكثر: شهادة الهندسة أو شهادة علم النفس).تشغل كوكس حاليًا منصب قائد المهمة التكتيكية في بعثة Curiosity Rover، بالإضافة إلى نائب رئيس فريق Mars2020 Perseverance Rover Engineering. ولا تزال أيام عملها في استكشاف الفضاء بوكالة ناسا ومختبر الدفع النفاث تشبع شغفها وتثير حماسها كما كان يومها الأول فيهما.

تعزيز التعاون مع مراكز ومؤسسات نشر الثقافة العلمية والتجديد والابتكار:

وكانت محطتها الختامية في زيارتها الى تونس مدينة العلوم؛  ففي وسط اقبال جماهيري مختلف الأعمار ومتنوع المستويات وبحضور السيد جوي هود سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس   والمرشحات الخمس لأول رائدة فضاء تونسية وعدد هام من الناشطين في الميدان من مؤسسات جامعية وإدارية واقتصادية و جمعيات بتونس، قدمت مساء أمس   مهندسة المركبات الفضائية بوكالة الأبحاث الفضائية ناسا NASA محاضرة بعنوان تجرأ وأركب الصعاب : عربات المريخ الجوالة تمهد الطريق.ولقد عززت  هذه المحاضرة الدور الريادي لمدينة العلوم بتونس في مجال تحفيز الشباب نحو الإهتمام بعلم الفضاء و المعارف و التكنولوجيا بصفة عامة، وترجمت  أهمية التعاون الدولي في سبيل إتاحة الفرصة لزوار المدينة للتواصل مع الكفاءات العلمية الدولية في مجال العلوم والتكنولوجيا المتطورة. وتطمح مدينة العلوم بتونس الى تعزيز التعاون مع مراكز ومؤسسات نشر الثقافة العلمية والتجديد والابتكار حسب المعايير والمواصفات الدولية

تنويه بإطلاق لأول قمر اصطناعي تونسي وتحقيق أحلام الشباب في مجال علوم الفضاء من داخل البلاد :

وخلال مداخلتها وتجاوبا مع أسئلة واستفسارات الحاضرين من مختلف الأعمارأطفالا وشبابا وكهولا أكدت السيدة زينب ناڤين كوكس معتبرة أن إرسال تونس لأول قمر اصطناعي من قبل شركة خاصة بعد إنجازا مهما ومشجعا ويفتح امام الأجيال الصاعدة مجالات الخلق والإبداع ودعت الشباب التونسي إلى عدم مغادرة البلاد معتبرة أنه بإمكانه تحقيق أحلامهم في مجال علوم الفضاء من داخل بلادهم.
كما كانت زيارتها لولاية المنستير ثرية فتبعا لسياسة نشر الثقافة العلمية في المجتمع التونسي وتشجيع شبابنا على الإبداع والابتكار ، نظم قصر العلوم بالمنستير  لقاءً علميًا مع مهندسة التحكم في المركبات الفضائية بالوكالة الأمريكية للفضاء لأكثر من 400 تلميذ و طالب.حيث سجل تفاعل كبير من الجمهور والعديد من رسائل الإلهام والتحديات والمساهمة في عالم أكثر إشراقًا واستدامة انبثقت عن هذا الاجتماع.وأقيمت بعض الورشات العلمية بقاعة الاكتشافات لفائدة تلاميذ المعهد الثانوي بمنزل نور  و المندرجة ضمن برنامج الزيارات العلمية لفضاءات قصر العلوم بالمنستير لفائدة تلاميذ المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية للسنة الدراسية 2022-2023 بالتعاون مع المندوبية الجهوية للتربية بالمنستير

تألق عديد الكفاءات التونسية العاملة في مجال علوم الفضاء:

وبالمناسبة نشير إلى وجود عديد الكفاءات التونسية العاملة في مجال الفضاء من ذلك  الدكتور محمد الأوسط العياري  العالم بوكالة الفضاء النازا  NAZA بالولايات المتحدة الأمريكية الذي أصدر هذه الأيام كتاب ” براء”  الفيزياء الفلكية سبيلا لتوحيد الاحتفالات الدينية  الذي عالج هذا الموضوع في كتابه المتوفر بالعربية  براء و الانجليزية  Sighting The Month  و الفرنسية  A l’affût du mois   حيث يوثق حلا فيزيائيا لتحديد مواقيت الأعياد و الاحتفالات القمرية المعتمدة على الرؤية.
من جانب آخر نشير كذلك إلى جهود المهندس التونسي محمد عبيد..ضمن الفريق المشرف على وصول مركبة إلى المريخ  حيث شارك فريق النازا في تأمين هبوط مركبة ” المثابرة ” الأمريكية على سطح المريخ في شهر فيفري 2021 علما وأنه  بعد هبوط مركبة بيرسفيرنس بنجاح على كوكب المريخ، أرسلت المركبة الصور الأولى للمنطقة التي هبطت فيها وهي فوهة جيزيرو التي كانت تضم قبل أكثر من ثلاثة مليارات ونصف مليار سنة بحيرة عميقة بعرض يقرب من 50 كيلومترا.
وتساهم كاميرا “سوبركام” المثبتة في أعلى الروبوت الجوال “برسفيرنس” في دراسة الصخور بالصوت  والضوء، بواسطة أشعة الليزر والميكروفون، بحثا عن آثار حياة سابقة على الكوكب الأحمر.وتوازي “سوبركام” حجم علبة حذاء، ويبلغ وزنها نحو 5 كلغ، وهي ستعمل بـ”قوتها الخارقة” من أعلى الروبوت، وتتكامل مع أدوات التحليل والتحكم الأميركية الصنع الإضافية المثبتة في هيكل الروبوت الجوال.
و للإشارة أنه في بداية السبعينات وصلت أول مركبة فضائية إلي المريخ كانت تدعي ” فويجر ” وكان من ضمن المشرفين عليها عالم يدعى ” جيمس لوفولك ” وحتى ذلك الوقت كان يأمل بالعثور علي مخلوقات حية علي المريخ . ولكن البيانات التي أرسلتها المركبة أظهرت أن المريخ كان كوكباً حياً قبل أن يموت منذ فترة طويلة ، حينها تبلورت في ذهن لوفولك فكرة غريبة وهي أن الكواكب بمثابة كائنات حية تعيش وتموت مثل كل المخلوقات ، كما أدعي أن كل ما على الأرض من نباتات ومخلوقات وبشر ليسوا إلا أعضاء في جسد هائل يحيا بصمت ويتصرف بحكمة وقد أطلق على فكرته هذه ” فرضية جايا “.
ومن الكفاءات التونسية   في النّازا مهدي البنّا، وهومن الفريق المشارك في عمليّة إرسال مركبة “Mars Curiosity” إلى المرّيخ..

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *