اجمل واصغر مخرجة سورية ديانا قدح تتحدث للحدث : شعبنا في سوريا يعاني وفيلمي القادم عن ظاهرة مواليد بلا هوية

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

حوار: عبدالكريم اللواتي
لاول مرة تشارك الفنانة ديانا قدح وهي ممثلة ومخرجة سورية بشريطها القصير في مهرجان ياسمين الحمامات السينمائي وهي التي اعتادت ان تقدم سينما المؤلف
ديانا اجمل واصغر مخرجة لها كاريزما النجوم والمشاهير وهي موهوبة ومفعمة بالطموح وهي تعيش الآن في برلين. نالت ديانا جائزة تقديرية في مهرجان حلب المسرحي عام 2006 عن دورها “ريا” في “رومولوس العظيم” عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها فقط. بالإضافة إلى جائزة FARBENBEKENNEN 2018 في ألمانيا.
منذ الطفولة ، تتمتع ديانا بأفكار مصورة لمحيطها. تقول ان هذه الأفكاركانت دائما مختلفة من حيث الوضوح والإلحاح لتحقيقها أو نقلها وتجسيدها على الشاشة .. أشياء كثيرة ألهمتها، خاصة القصص التي وجدت طريقها من سجون النظام السوري إلى الجمهور …وتضيف بان حقيقة أن الحكومة السورية مبنية على الفساد والاستبداد وأن على الناس أن يدفعوا ثمن آرائهم السياسية بحريتهم وأحيانا من حياتهم ، قادها إلى إيجاد وسيط يمكنها من خلاله تصوير هذا التأثير والتعبير عن نفسها فنياً.
و مع مرور الوقت، أصبح من الواضح ان ديانا تريد أن تكون مؤلفة ومخرجة، ولكن نظرا لعدم وجود أكاديمية للسينما في سوريا بسبب سيطرة الحكومة على صناعة الإفلام، كانت مدرسة دمشق للفنون المسرحية خيارها الوحيد. بين عامي 2009 و 2011 شاركت ديانا في درجة البكالوريوس في التمثيل هناك. لكن لسوء الحظ ، لم تتمكن من إنهاء البكالوريوس بسبب الحرب واضطرت إلى الفرار من سوريا للبقاء مؤقتا في لبنان ، ودرست السينما والتلفزيون في معهد الفنون الجميلة هناك ، ولكن مرة أخرى اضطرت إلى قطع دراستها لأن الوضع كان غير مؤكد وغير مستقر بالنسبة لها كسورية حتى عام 2015. تمكنت في النهاية من الهجرة إلى ألمانيا لمواصلة مطاردة احلامها وطموحاتها في صناعة الأفلام. لطالما وجدت ديانا الفن كمقاومة بديلة واستخدمت الكاميرا كسلاح لاستغلال عدم المساواة في المجتمع. وتبقى الاهتمامات الرئيسية في أعمالها معاناة اللاجئين ، المرأة ، الثقافات المتعددة ، العائلات ، علم النفس ، علم الاجتماع ، السياسة
الحدث التقتها وتحدث معها
كيف تقدمين نفسك؟
أقدم نفسي على اني فنانة أكاديمية في صناعة الأفلام و التمثيل اسمي ديانا قدح من مواليد دمشق . درست التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق لمدة سنتين إلى ان اندلعت الحرب في سورية ثم انتقلت إلى بيروت لدراسة السنيما و التلفزيون و المسرح في الجامعة اللبنانية و لظروف سياسية في لبنان لم أستطيع استكمال دراستي لكن بهجرتي إلى دولة ألمانيا تسنى لي مواصلة دراسة الفنون السمعية البصرية بأكاديمية بريطانية في برلين إلى أن تحصلت منها على الاجازة.
كانت أولى تجاربي السينمائية في لبنان شريط وثائقي قصير حول المثلية الجنسية تحت عنوان “صمت الألوان “، من تأليفي و انتاجي و إخراجي شاركت به في المهرجان السينمائي “ماكس أوفيلس ” في جنوب ألمانيا و المهرجان السينمائي “نانسي لورين” في فرنسا
وكانت أولى تجاربي في المسرح من خلال مسرحية “رومولوس العظيم” حيث مثلت دور ابنة القائد رومولوس و نلت تنويها خاصا عن دوري بالعمل في مهرجان حلب المسرحي. و شاركت بعدها في العديد من المسرحيات و الورشات المسرحية و الأعمال الدرامية بين سورية و اللبنان. وايضا في أوربا و تحصلت مسرحية لي بعنوان “الحرية” على جائزة مميزة من عمدة برلين. .
بعد ذلك كتبت و أنتجت و أخرجت فيلما روائيا قصيرا بعنوان “الدمشقي” شاركت به في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية. و حصل الفيلم على جائزة افضل صورة في تشيغاغو
الأكيد انك مررت بصعوبات ومعانات في بداية هذه المسيرة التي خضتها بمفردك؟
بالطبع واجهت العديد من العقبات و المطبات في حياتي كفتاة سورية وحيدة مهاجرة فقدت الأمان بعيدًا عن أحضان الوالدين و بقية الأهل. إضافة الى اني افتقد جدتي الألمانية عن الأب التي ابحث عن جذور جدتي منذ سنوات في ميونخ ولم اعثر على أي أثر عن عائلتها بعد.
إن الحرب في بلدي سوريا دمرتنا وشتتنا بين الدول لقد تشرد شعبنا وهو مازال يعاني الى يومنا هذا.
كل هذه التفاصيل سأتناولها و أطرحها في شريطي القادم الوثائقي التجريبي بعنوان “أين جذوري” و هي كتابة ذاتية إنه مشروعي سينمائي القادم مازلت أبحث له عن منتج بين الدول..
ماهي طموحاتك؟
طموحاتي هي تسليط الضوء على قضايا المجتمعات التي تعاني من بعض المشاكل في المجتمع المدني.
وأطمح ان أكون شخصية مؤثرة على المجتمع ومساعدة بتطوير بعض القوانين التي تقف بوجه الكثير من الناس التي بحاجة للدعم باضافة الى طرح المشاكل و معالجتها بشكل انساني و فني .
انت تعملين كل شيء ألا تؤمنين بالاختصاص؟
بالطبع اؤمن بالاختصاص ولكن ايضاً اؤمن بتنمية المواهب و كسب الخبرات من خلال العمل الجماعي ، هذا ما جعلني اكتسب خبرة واسعة بمجال لدي شغف بتطوير ادواتي فيه.
لوخيروك بين كل تلك الاختصاصات فماذا تختارين؟
لاخترت صناعة السينما فشغفي بهذا المجال هو ما جعلني اطور مهاراتي وقدراتي واتعدد بالعمل فيه
ماذا عن فيلمك القصير؟
فيلمي القصير الدمشقي يسلط الفيلم الضوء على آثار الحرب في نفسية جيل الشباب، وتأثير تطبيع العنف، الذي يمارسه أصحاب المصالح السياسية
فالفكرة الرئيسية لشريطي : تختبر الصداقة رحلة شخصية عبر المعضلات النفسية والعاطفية والأخلاقية بينما نتابع ثلاثة مراهقين فارين من الغارات الجوية في سوريا. تؤدي الحرب الأهلية السورية إلى الانتقال من الطفولة إلى وحشية مرحلة البلوغ عندما يتهم أحدهما الآخر بتسليم أقاربه.
ماهو جديدك بعد الفيلم
بعد عودتي من تونس سأقوم بوضع اللمسات الأخيرة لإتمام فيلمي الوثائقي الجديد “الحياة” بالمشاركة مع المخرجة الفرنسية ” أرورا كولاي” الذي تم تصويرة في برلين.
وفي خط مواز اقوم بكتابة سيناريو جديد مع الزميلة “هنا إبراهيم” نتناول فيه معناه المرآة اللاجئة في الحصول على حقوق الهوية لأطفالها في أوروبا وعنوان شريط وثائقي طويل “أبناء بلا هوية”
هذا العمل يطرح عموما معاناة المرأة العربية وتأثير الربيع العربي والانظمة والقوانين عليها كأم ومؤثرة اساسية في المحتمع كونها تربي الاجيال سواء البنات أو الصبيان
هل من عودة الى الوطن
لم افكر في هذا الموضوع لاني مشغولة بالتفكير كيف يمكنني مساعد وطني على ان يتطور
؟ مسك الختام
أرجوا أن أكون موفقه في أعمالي القادمة، و أن اكون اسمًا مشعًا في السينما العربية و العالمية و على خطى قريبي عمر أميرالاي و حاتم علي ومحمد ملص و غيرهم من المخرجين السوريين الكبار و لا يفوتني هنا أن أشكر مدير مهرجان ياسمين الحمامات السينمائي ، المخرج التونسي مختار العجيمي الذي دعاني للحضور و المشاركة في الدورة الثانية ، بشريطي القصير “الدمشقي” وأنا سعيدة بتواجدي بمدينة ياسمين الحمامات و أتمنى التعاون المشترك مع التوانسة.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *