مسرحية سيرك ميسون بالطيبة ينجح الفاشل و بالمكر يفشل الناجح

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

 

قدمت جمعيت مؤثرون العرض ما قبل الأول لمسرحية الأطفال “سيرك ميسون” بدار المسرحي بباردو وهو عمل من تأليف الصحفي أنور حرزالي سينوغرافيا الفنان وليد البريني ماكياج محمد صالح الدريدي مدير الانتاج أيمن ڨيبان و إخراج سفيان همايسية بمساعدة حسام مباركي
سيرك ميسون عمل فني متقن ممتع و هادف شخصياته متنوعة الأشكال و الأبعاد و متشابكة العلاقات بما يخدم المسار الممتع و المشوّق للحبكة الدرامية.
و تدور احداثها حول صاحب سيرك غاضب بسبب مداخيل العروض قرر طرد حكيم السيرك وهو فنان متقدم في السن و المهرجين اللذان يؤديان دون روح الامر الذي اغضب ابنته ميسون الحالمة بالسير على خطى والدتها المتوفية التي اسست السيرك و أشرفت على تربية وتدريب حيواناته.
تعيش الحيوانات لحظات عصيبة بسبب الجوع و التعذيب و تحاول البحث عن حل ينقذها من الهلاك فيظهر الحمار الوحشي بثوب صاحب الرأي الحكيم المهووس بالمطالعة و البطريق كغريب أتى من القطب الشمالي لا يعلم شيء عن حياة الغابة و قط بري انتهازي و خائن همه الوحيد ان يمارس غريزة الصيد وببغاء ثرثار يتجسس و ينقل الأخبار ليحذر أصدقاءه و غوريلا حنون يحب ميسون اكثر من نفسه و يحاول رد جميل امها التي انقذته في طفولته و ربته حتى صار وحشا قويا.

يُعلم الببغاء ميسون ان والدها قرر بيع الحيوانات لعصابة تتاجر بالجلود و الفراء، فتتنامى الأحداث و تتسارع في اتجاه البحث عن حل لانقاذ الحيوانات و إرجاعها إلى مواطنها الأصلية.
فتنتقل بنا المشاهد في عدة أمكنة منها اقفاص الحيوانات و غرفة ميسون و مكتب صاحب السيرك و القرية و الغابة و فضاء عرض السيرك ليتمكن الفنان وليد البريني من تشكيل لوحات سينوغرافية متقنة و بجمالية فائقة تسحر خيال الطفل.
لينتهي العمل بعرض فرجوي ممتع يبدو انه الحل الانسب الذي استقر عليه مسار الحكاية حتى يعود للسيرك إشعاعه و للفنانين شغفهم الذي حجبته قسوة وانتهازية صاحب السيرك.
تمكن المخرج سفيان همايسية من خلق توليفة فرجوية ممتعة جمعت فنانين محترفين و آخرون من طلبة المعهد العالي للفن المسرحي و هواة أصحاب تجربة و آخرون يقدمون اول عمل لهم لتقدم المسرحية رسائل قيمة وواضحة للطفل و اخرى مبطّنة تشمل جميع الأعمار مفادها قيمة العمل الجماعي والتخطيط الاستراتيجي مقابل استحالة النجاح و الابداع في جو تطغى عليه الانانية و القسوة و التعالي لينطلق العمل بعرض سيرك فاشل و ينتهي بعرض رائع لم يتغير مقدموه وانما تغيرت الظروف و المعاملة، عرض اوّل يُقيّم بعدد التذاكر المقتطعة وعرض ثاني قوامه المحبة والتعاون و التشجيع.
سيرك ميسون فسحة فنية تعلمنا كيف نُنجح الفاشل ويحذرنا من إفشال الناجح بالإهمال و التعنّت.
عمل يندم فيه الانتهازي صاحب السيرك و القط الخائن الذي باع باقي الحيوانات بقطعة لحم و يُكرّم فيه الغوريلا الذي ضحّى بحياته لإيجاد العشبة النادرة التي اعادت لميسون قدرتها على الحركة لينقذ بذلك كل الحيوانات و فناني السيرك.
عمل تثبت من خلاله جمعية مؤثرون في أولى انتاجاتها المسرحية جديتها في إبلاغ الرسائل الراقية في ثوب جميل من خلال العناية الفائقة بالملابس والديكور و الأكسسوارات و المعدات التقنية.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *