الطاهر بن عمّار، سياسي تونسي، تولى الوزارة الكبرى وفي عهده تم التوقيع على اتفاقية استقلال تونس

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

– الطاهر بن عمار: ولد في 25 نوفمبر 1889 – توفي يوم 10 ماي 1985، (96 سنة).
– تلقى الطاهر بن عمار تعليمه الابتدائي بفرع المعهد العلوي وبالمركاض فيما بين 1895 و1902، وفي هذه السنة التحق بالتعليم الثانوي بالمعهد العلوي، وفي سنة 1906 التحق بمعهد كارنو، غير أنه انقطع عنه بسبب وفاة والده عام 1908. واضطر إلى الاشتغال بالفلاحة وتربية الماشية العائدة إلى العائلة.

– بدأ الطاهر بن عمار يخالط الأوساط السياسية التونسية قُبَيل إندلاع الحرب العالمية الأولى، حيث تعرف على الشاذلي خير الله وعبد الجليل الزاوش وحسن القلاتي ممن برزوا على الساحة الوطنية.

– وفي عام 1920 كان من مؤسسي الحزب الحر الدستوري التونسي إلى جانب آخرين (وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز الثعالبي)، وأسندت إليه في جانفي 1921 رئاسة الوفد الثاني الذي شكله الحزب لتقديم المطالب التونسية إلى السلطات الفرنسية بباريس.

– غير أنه انفصل عن الحزب سنة 1922 وانتخب عام 1928 رئيسا للحجرة الفلاحية بالشمال، وفي نفس السنة دخل “المجلس الأكبر”.

– وغداة الخطاب الذي ألقاه منديس فرانس في قرطاج يوم 31 جويلية 1954، عُيّن يوم 7 أوت وزيرا أكبر في حكومة تفاوضية هدفها الوصول بالبلاد إلى الاستقلال الداخلي، وقد وقّع بتاريخ 3 جوان 1955 على اتفاقيات الاستقلال الداخلي، ووقع التجديد له على رأس الوزارة الكبرى في سبتمبر من نفس السنة، ثم إثر مفاوضات جديدة وقّع في 20 مارس 1956 على اتفاقية الاستقلال التام .

– واستقالت حكومته بعد اجتماع المجلس التأسيسي يوم 9 أفريل 1956.

– ورغم ابتعاده عن العمل السياسي بعد الاستقلال فقد لفّقت له تهم كيدية، وتم إيقافه في 6 مارس 1958 ثم وقعت إحالته على المحاكمة في سبتمبر 1958. وحكمت عليه محكمة القضاء العليا بأداء 30 مليونًا من الفرنكات أصلًا وخطية لفائدة الخزينة. وفي “قضية المصوغ”، حكم عليه بالسجن لمدة 4 أشهر مع تأجيل التنفيذ وبأداء خطية قيمتها 10 ملايين من الفرنكات، وهو نفس الحكم الصادر ضدّ زوجته التي لم تُسعف بتأجيل التنفيذ.

– بعد مغادرته السجن، عاش الطاهر بن عمار بعيدًا عن الأضواء وعن الحياة السياسية. وخيّر قضاء وقته بين منزله بضاحية خير الدين يسهر على رعاية أبنائه وأحفاده وأحد نزل باريس أين كان ابنه محمد علي نزيلًا بأحد المستشفيات.

– وتعرّضت عائلة الطاهر بن عمار كغيرها من العائلات الفلاحية التونسية إلى تهديد حقيقي ناجم عن السياسة الاقتصادية التونسية المتبعة في الستينات وكادت أن تخسر هنشير “خارجة” الذي يعدّ أحد أبرز أملاك بن عمار.

– وانتهت تجربة التعاضد سنة 1969 بالتزامن مع حصول الطاهر بن عمار على الصنف الأكبر من وسام الاستقلال من قبل الرئيس الحبيب بورقيبة يوم 25 جويلية من نفس السنة.

– وفي العاشر من شهر ماي 1985، توفي الطاهر بن عمار في ظلّ صمت مريب من قبل وسائل الإعلام، حتى أن الكاتب وللصحفي والسياسي الحبيب بولعراس انتقد آنذاك ما وصفه بـ”الصمت المخزي” للصحافة.

– يعدّ الطاهر بن عمار أحد أبرز رجالات الاستقلال رغم أنه قد يكون قد أخطأ في مواقع وأصاب في أخرى. لكن شخصية الرجل التوافقية التي تمكنت من تجاوز خلافات حادة بين أطراف متناقضة أوصلت تونس بعد مخاض صعب إلى التحرّر من براثن المستعمر الفرنسي وتستحق إعادة الاعتبار بعد التعتيم الذي طالها.

# أسامة الراعي#

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *