صفية فرحات : مناضلة، كان لها إسهام فعال في تأسيس الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

من مواليد هذا اليوم 11 جوان سنة : 1950 صفية فرحات، مربية ومناضلة، من الرموز القيادية البارزة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة خاصة والحريات بتونس عامة حيث كان لها إسهام فعال في تأسيس الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات.

– صفية فرحات : ولدت في 11 جوان 1950 – توفيت بالقاهرة في 18 جانفي 2011، (61 سنة).
– ولدت في عائلة تؤمن بالثقافة والعمل النقابي والحريات، فهي ابنة المناضل الوطني والنقابي الصحبي فرحات، وشقيقة الفنان المسرحي محمد رجاء فرحات، والفنان الموسيقي أسامة فرحات، والمناضلة النسوية زينب فرحات.

– أدركت المعادلة مبكراً، لتعلن بأن قمع النساء في أي مجتمع، إنّما هو جزء من مخطط فاشيّ لقمع ذلك الشعب، فالشعب الذي يقمع نساءه يستدخل القمع فيصبح جزءا من ذاته، والمجتمع الذي يرتضي تجزئة الحقوق هو المجتمع الذي يقامر على حقوقه بل ويساوم عليها.

– صفية فرحات، كانت واحدة من مناضلات نسويات أدركن هذه المعادلة، ورفعن أصواتهن منذ أواخر السبعينات عندما تجمعن في نادي الطاهر الحداد بالعاصمة لتدارس بعض القضايا المتعلقة بالمرأة. ثم أصدرن في أفريل 1985 مجلة “نساء” التي صدر منها حتى مارس 1987 ثمانية أعداد. وطوّرن عملهن بعد ذلك من خلال تأسيس الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات التي حصلت على تأشيرة العمل القانوني في 6 أوت 1989.

– لقد دافعت صفية فرحات عن حقوق المرأة وتصدّت لكل أشكال القمع البوليسي الذي حاول أن يضرب هذه الوحدة النضالية، فرفعت صوتها مع مناضلات الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات عالياً ضد الاستبداد، وجنّدن النساء من أجل معركة الكرامة، إلى أن كنّ في مقدمة صفوف ثورة جانفي 2011، مثبتات للعالم كله بأن الثورة الحقيقية هي تلك التي يصنعها كل الشعب رجالاً ونساءً… لتنتقل بعدها لتكون واحدة من مؤسسات أول شبكة نسوية عربية علمانية هي شبكة عايشه- منتدى النساء العربيات.

– فارقت صفية فرحات هذا العالم في 18 جانفي من سنة 2011 علما وأنها لم تترك بصماتها في تونس فحسب، بل تركتها في كل بلد عربي ناضلت مع نسائه وتضامنت معهن؛ في الدروس النضالية التي كتبتها على جدران مخيم نهر البارد في لبنان؛ فهي من الأوائل اللواتي زرن هذا المخيم للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي شرد وقتل، في كلماتها التي ما زالت تتردد في اجتماعات ولقاءات نسوية عدّة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

– لم تغرِ ماديات الحياة صفية فرحات، فآثرت أن تبقى متطوعة طيلة حياتها، عاشت على راتبها الوظيفي كمعلمة ومن ثمّ كمتقاعدة.. عملت في جمعيتها طوعاً، وناضلت ضد تحول المنظمات الثورية إلى مؤسسات. عاشت حياتها ببساطة وزهد، ولكن بقناعة وابتسامة لم تفارق وجهها، فرحتها وابتسامتها وروحها المرحة لم ترتبط بالماديات، بل بكل ما هو إنساني بحت… لم تمتلك سيارة أو بيتاً، ولم تكن من رواد المحلاّت التجارية… كانت تكتفي بالقليل من الماديات وبالكثير من العلاقات الإنسانية، ثروتها التي تركتها كبيرة فقد تركت فكراً وقيماً.
– كانت صفية فرحات متصالحة مع نفسها، ومتضامنة مع كل ضحايا التخلف والقمع السياسي والاجتماعي. ولم تنحَنِ لتعتذر عمّا تؤمن به، جريئة في طرحها لم تُخفها أجهزة الأمن القمعية ولا العادات والتقاليد المتخلفة..

– أصيبت صفية فرحات في القاهرة بالتهاب رئوي حاد حيث توفيت يوم 18 جانفي 2011. وقد وصل ظهر يوم 20 جانفي جثمان الفقيدة إلى أرض الوطن حيث تمّ دفنها في اليوم الموالي بمقبرة سيدي يحيى بالعمران.

# أسامة الراعي #

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *