حكايات الخشب وأسرار الحرف: إتقان الفنان محمد علي حسونة في نقش آية الكرسي

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

 

في زاوية منعزلة من ورشته، يقف الفنان محمد علي حسونة أمام قطعة من الخشب، أدواته مبعثرة حوله. بيديه الرقيقتين، يحفر ويصقل، يحول قطعة الخشب الخام إلى لوحة فنية تتألق بأحرف آية الكرسي. إنها رحلة صوفية يقطعها الفنان، حيث يلتقي الإيمان بالفن، والخشب بالكلمة.

آية الكرسي، تلك الدرع الحصينة التي تحصن المؤمن من شرور المخلوقات، وجدت في أعمال حسونة تجسيدًا جديدًا. فالفنان التونسي، الذي اشتهر ببراعته في النقش على الخشب، اختار هذه الآية المباركة لتكون محورًا لعدة أعماله، محولًا إياها إلى تحف فنية تزين البيوت وتدخل القلوب.

الفنان محمد علي حسونة: سيرة فنية

محمد علي حسونة، فنان تونسي موهوب، ورث عن أجداده حب الخشب وحرفة النقش. منذ صغره، كان يمضي ساعات طويلة في ورشة والده، يتأمل أدوات النقش ويستمع إلى حكايات عن هذا الفن العريق. مع مرور الوقت، تحول هذا الشغف إلى مهنة، فأسس ورشته الخاصة، حيث يبدع في خلق أعمال فنية فريدة من نوعها.

يتميز أسلوب حسونة الفني بدمجه بين التقليد والحداثة. فهو يستخدم أدوات يدوية تقليدية، ولكنه في الوقت نفسه يضيف لمسات عصرية إلى أعماله، مما يجعلها تجذب اهتمام جمهور واسع.

نقش آية الكرسي: رحلة روحانية

عندما يبدأ حسونة في نقش آية الكرسي، لا يرى نفسه فنانًا يحفر على قطعة من الخشب، بل زاهدًا يتلو آيات القرآن. كل حرف ينقشه هو دعوة للتأمل والتفكر في معاني الآية. يختار أجود أنواع الخشب، ثم يبدأ برسم الخطوط العريضة للحروف، وبعد ذلك يأتي دور التفاصيل الدقيقة والزخارف.

إن اختيار آية الكرسي ليس بالصدفة، فهي آية عظيمة الشأن تحمل في طياتها معاني عميقة. وقد وجد حسونة في هذه الآية مصدرًا للإلهام والقوة، فقرر أن يشارك هذا الإلهام مع الآخرين من خلال فنه.

الأثر الفني والإجتماعي

أعمال حسونة لا تقتصر على كونها قطعًا فنية جميلة، بل تحمل أيضًا رسالة إنسانية. فهي تدعو إلى التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية، وتذكرنا بأهمية الحفاظ على التراث الحرفي. وقد لاقت هذه الأعمال إقبالًا كبيرًا من قبل الجمهور، سواء داخل تونس أو خارجها، مما جعل من حسونة سفيرًا للفن التونسي الأصيل.

خاتمة

محمد علي حسونة فنان استثنائي، تمكن من الجمع بين الإيمان والفن، والتراث والحداثة. من خلال نقشه لأية الكرسي على الخشب، قدم لنا تحفًا فنية فريدة من نوعها، تدعونا إلى التأمل والتقدير. إن قصة حسونة هي قصة نجاح، ولكنها أيضًا قصة إلهام لكل من يحب الفن والإبداع.

 

 

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *